الأسيران محمد الفار وشفيق بريم،شموع على طريق الحرية
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
عبد الحميد البريم
عدد المساهمات : 34 تاريخ التسجيل : 22/05/2009 العمر : 70 الموقع : اليادوده
موضوع: الأسيران محمد الفار وشفيق بريم،شموع على طريق الحرية الأربعاء مايو 27, 2009 4:14 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
...... "أبو الوعد" المناضل محمد الفار، ملامحه تعكس ذلك الإنسان الهادي وصاحب الأعصاب الفولاذية والذي لا يستفز بسرعة، درس اللغة العربية في الجزائر وتخرج من جامعاتها، ومارس هناك نشاطه السياسي في اطار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومن ثم عاد إلى قطاع غزة ، ليواصل نشاطه في إطار مسؤولياته الحزبية والكفاحية ، و"ابو الوعد" من الرفاق الصبورين جداً، والذين لا يميلون إلى" الفشخرة" والمباهة ، والتكلم المستمر عن الذات، فهو لم يقل في يوم من الأيام ، انا المسؤول أو المرجع التنظيمي، أو المسؤول عن علان أو فلان من الرفاق، والرفيق "أبو الوعد" الذي التقيته وسكنت معه في نفس الغرفة في سجن عسقلان، عام 2005، كان ممنوع من زيارة الأهل ، تحت حجج وذرائع الأسباب الأمنية، وتراه دائم القلق على والدته، والتي كان يطمئن عليها من خلال الرسائل ، إلى أن جاءته الموافقة بالزيارة مرة كل ثلاثة شهور، وكم كان فرح وسعيد بهذه الزيارة،"وأبو الوعد" توفرت له الفرصة للتعرف على الأسرة والعائلة من خلال شاشة تلفزيون فلسطين ، في رمضان 2006 ، فهناك الكثير من أبناء أخوته وأخواته ، كبروا أو ولدوا وهو في المعتقل وهو لا يعرفهم، والقلق الذي كان يبديه المناضل " أبو الوعد" على الوالدة والخوف أن تغادر هذه الدنيا إلى دار الآخرة دون أن يتمكن من مشاهدتها ووداعها، حصل حيث انتقلت إلى جوار ربها في شهر تشرين أول من هذا العام ، وطبعاً دون أن يتمكن "أبو الوعد" من مشاهدتها أو وداعها، " والصديق والرفيق "أبو الوعد" كان الأهل قد اشتروا له نصف دونم من الأرض في منطقة شمال غزة، وكم كان سعيداً بذلك ، وكان يحضر الصور لهذه الأرض ، وكان يقول لي والله يا"أبو شادي" صرت ملاك ، ومش عارف شو أزرع هالأرض خضره أو أشجار مثمرة، وعندما كان يسمع في الأخبار ،ان الاحتلال سيقوم باجتياح القطاع ، وعمل منطقة أمنية بحجة منع إطلاق صواريخ المقاومة ، كان "أبو الوعد" يقول ضاع شقى العمر، وكنا أنا و"الوعد" نخوض نقاشاً مطولاً حول أزمة اليسار وتراجع دور الجبهة تحديداً في منطقة القطاع، وما هي السبل للخروج من هذه الأزمة ، وحالة الأسلمه التي يتعرض لها المجتمع الفلسطيني، بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية، وتراجع دور فتح والقوى الديمقراطية في الساحة الفلسطينية ، "وأبو الوعد" حسب تصنيفاتي وتقيماتي ينتمي إلى المدرسة الواقعية ، رغم أن البعض يصر على تسمية ذلك بالهبوط السياسي، وهو من المناضلين المثقفين والذي لديهم اطلاعه واسعة وخبرة في المجال الحزبي والتنظيمي، "وأبو الوعد" يخطط إن منّ الله عليه بإفراج من خلال إحدى صفقات التبادل مع حزب الله ، او حركة حماس، أن يعيش في إحدى الدول الاسكندنافيه ، حيث يرى أن هناك الكثير من القيود الاجتماعية في القطاع على الحرية الشخصية ، وكان يخوض نقاشات مطولة مع الأسير حسام شاهين ، والذي زار تلك الدول أكثر من مرة، حيث شرح له بشكل مفصل عن الحياة وظروف المعيشة في تلك الدول، وامكانية أن يمارس قناعاته وأفكاره دون تدخل من أحد ، وتحديداً في مجال الحريات الشخصية" وأبو الوعد" لا يشطح كثيراً وهو يدرك جيداً ، أن قضية الأسرى هي ورقة ابتزاز وضغط سياسي ، وإسرائيل لا ولن تطلق سراح أسرى لديهم وعليهم قضايا جدية ،أو ما تسميهم وتصنفهم إسرائيل الملطخة أيديهم بالدماء، وفق منطق ما يسمى بحسن النوايا، وهذا الملف يحل فقط من خلال صفقات التبادل، وهذا أمر محسوم وعلى السلطة والأحزاب أن تبحث عن السبل والطرق العملية ،التي تمكنها من تحرير أسراها بعزة وكرامة ، ودون أية اشتراطات أو تنازلات ، من طراز وصف نضالاتها"بالإرهاب" أو إدانة واستنكار تاريخها وثورتها. أما الأسير المناضل شفيق بريم من منطقة بني سهيلا في القطاع ، والذي إلتقيته وسكنت معه في سجن عسقلان عام 2005 ، وفي قسم 8 غرفة 26 ، فقد تربى وعاش في لبنان ، وعرف النضال والثورة هناك ، وزوجته" أم محمد" تعرف عليها هناك، و"أبو محمد أثناء اجتياح عام 1982 ، كان من المدافعين عن المقاومة ، والذين تصدوا لقوات الاحتلال الإسرائيلية أثناء غزوها للأراضي اللبنانية ، من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية وطردها من الأراضي اللبنانية ، وقد تم أسره مع عدد كبير من المناضلين، ومكث في معتقل أنصار الصهيوني في لبنان، أكثر من عام ونصف، "وأبو محمد" حزبي وحاد المزاج وفي أحيان كثيرة يتعامل مع الرفاق ، وتحديداً الصغار منهم بدرجة عالية من الصرامة والحزم، وهو حاد في المسائل التنظيمية والمالية، وقد اكتسب خلال وجوده في الخارج خبرة تنظيمية في مجال عقد المؤتمرات الحزبية ، وكان يقول للرفاق صالح زهران ومحمد والسناوي، حول القضايا المتعلقة بالجلسات الثقافية والمالية، إما التزام ،أو"الشنكر بنكر"، أي استخدام عصا" القشاطة" في العقاب، وهذا طبعاً على سبيل الدعابة ،أكثر منه للتطبيق،و"أبو محمد" أكثر ما يكره أن يقوم الرفاق الذين ليس لهم أرصدة مالية بالاستدانة من الصندوق من أجل التدخين ،أو يترحلوا من السجن دون دفع المستحقات المالية عليهم لصندوق المنظمة"، وعليك أن لا تناقش أو تمزح مع "أبو محمد" في أيام الزيارة، وتحديداً عندما يكون هناك منع أو إغلاق متزامن مع زيارة الأهل ،فأنت تشعر كم هو غاضب وساخط ومتضايق،وكأن به مس من الجان أو الشياطين، وكان الرفيق"أبو العميد" من قرية أودله في نابلس، يثير غضب ونقمة"أبو محمد" ،عندما يقول له تعيش المقاومة ومزيداً من إطلاق الصواريخ،ويرد عليه "أبو محمد" قصدك المواسير، وعندما يهدأ قليلاً ، يقول كله في سبيل المقاومة يهون، وأما عندما لا يكون هناك منع ،فأنت تراه يصحو باكراً ويستعد من أجل الزيارة، ويكون"على سنجة عشرة"، من أجل لقاء "أم محمد" والأولاد ، وفي إحدى الليالي والتي صادفت ليلة العيد أصيب "أبو محمد" بنزيف ناتج عن انفجار إحدى الشرايين، وتزامن ذلك مع وجود الدكتور ؟أحمد المسلماني في الغرفة والذي قدم له الإسعافات اللازمة، وبعد صياح مع إدارة المعتقل استمر لساعات، تم نقل "أبو محمد" لعيادة المعتقل ،ومن ثم إلى مستشفى سجن الرملة ، حيث مكث أكثر من شهرين هناك ، وفي كل مرة كنا نراجع بها إدارة المعتقل، كان يأتينا الجواب،أن هناك اشتباه بأنه مصاب بالسل، وهو ما يضحك الدكتور المسلماني والموجدين في الغرفة، وهذا دلالة على مدى استهتار إدارة السجون بصحة الأسرى الفلسطينيين، وبعد أكثر من شهرين في مستشفى الرملة ، توصل الأطباء إلى أن المسألة ليس لها علاقة بالسل من قريب أو بعيد، بل ان النزيف ناتج عن انفجار لإحدى الشرايين، وليعود إلينا "أبو محمد" سالماً غانم ، رغم أننا افتقدناه، وكنا نقول على سبيل المزاح" الشنكر بنكر" ودعناه ولن نراه مرة ثانية، و"أبو محمد" وزوجته والذين تعودوا على جو لبنان وهواها ، لم يتأقلموا مع أجواء بني سهيلا، ولذلك أبو محمد يقول،انه بعد التحرر فإنه يخطط للعودة والعيش في لبنان، لبنان الحب والذكريات. و"أبو الوعد و"أبو محمد" نماذج لعمق مأساة الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، والذين لن ولم تحل قضاياهم ، من خلال بوادر حسن النية لا في أوسلو ولا في أنابوليس، والمسألة بحاجة إلى موقف فلسطيني صلب وتوجه جاد نحو خيارات تمكن هؤلاء الأسرى من نيل حريتهم ، قبل أن يتحولوا إلى شهداء. القدس- فلسطين 27-5-2009
مع تحياتي... عبد الحميد البريم {ابو العبد}
الخيام المدير العام
عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 11/01/2009 العمر : 41 الموقع : عمان
موضوع: رد: الأسيران محمد الفار وشفيق بريم،شموع على طريق الحرية الأربعاء مايو 27, 2009 10:35 pm
اللهم فك قيد أسرانا أكثر من 10 آلاف ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,جوه السجن لا ما نخاف ربع الشعب بسجنه طاف,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, والعالم شاف وما شاف ويبق المجاهد الخطاف ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, يأسر ويحرر أجيال
الأسيران محمد الفار وشفيق بريم،شموع على طريق الحرية