القضية الأولى:-
زار المجرم شارون الهند في هذا الفترة وعقد مع الهندوس معاهدات واتفاقات ليس لها نظير بالنسبة لليهود في جميع العالم إلا ما كان من أمريكا , وهي معاهدات عسكرية بالدرجة الأولى ستحصل بواسطتها الهند على أنظمة متقدمة وطرازات متطورة من أسلحة لا يستخدمها أحد في العالم إلا إسرائيل وأمريكا ثم الهند .
القضية الثانية :-
أعلن الرئيس الأمريكي بوش يوم 13 / 1 / 2004 م اتفاقية أمريكية هندية للتعاون الإستراتيجي ( النووي والتكنولوجي ) واسعة المجالات بعيدة المدى لم تعقد أمريكا نظيراً لها مع أي دولة سوى إسرائيل , وبعد إعلان بوش بأيام في يوم الثلاثاء 30 / 1 / 2004 م أعلنت الهند وروسيا صفقة شراء سلاح هائلة وصفها وزير الدفاع الهندي بالتاريخية شملت شراء حاملة طائرات ( أدميرال كرتشكوف ) والعجيب أنه أعلن أن هذه الحاملة ستحدث بمختلف الأجهزة والأسلحة الحديثة وأن إسرائيل ستشارك روسيا في تحديثها , والسؤال ما حاجة الهند ذات السواحل البحرية الواسعة والتي لا يحدها أي بلد ذي شأن سوى الباكستان ؟ فإنه من المعلوم أن حاملات الطائرات لا يحتاجها ولا يستخدمها إلا الدول الكبرى التي لها مستعمرات وقواعد ومصالح في طول العالم وعرضه مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وأمثالها , فما حاجة الهند لذلك , الجواب عندي هو تطويق المنطقة العربية من جهة البحر العرب وإيكال حراسة هذه المنطقة البحرية ومراقبتها للهند وربما مشاركات فعلية في حروب قادمة للهند , بينما لم تقدم شيئاً يذكر للباكستان رغم الخدمات العظيمة التي قدمتها لها سوى حفنة ملايين من الدولارات ذهبت إلى جيوب الخونة المارقين .
ثـانيا :- تولت أمريكا وعملائها أيضاً أكبر حرب للإسلام في العصر الحديث وذلك بحرب الإسلام في عقائده وتراثه الثقافي والعلمي, وذلك عبر المحاور الآتية:-
الهجوم المكشوف والخبيث من قسس وجنرالات وصناع قرار في أمريكا وأوربا (9) على شخص خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واتهامه بأخبث وأحقر التهم وهي محاولة خاسرة لهز أعظم رمز في الأمة بل وفي تاريخ البشرية كله , ولكن ليس هذا العجب فماذا نتوقع من عدو صليبي حاقد ولكن أعجب من هذا الصمت المريب من أكثر الحكومات الإسلامية (10) . وسأذكر هنا مفارقة مؤلمة , لما قررت إمارة طالبان في أفغانستان هدم صنمين لبوذا يعبدان من قبل البوذيين من دون الله تعالى قبل نحو ثلاث سنوات , اجتمعت منظمة المؤتمر الإسلامي وشكلت وفداً رفيع المستوى يرأسه وزير خارجية قطر وعضوية عدد من العلماء والمسئولين وسافروا يسابقون الزمن إلى أفغانستان وهم لم تطأ أقدامهم أرض أفغانستان من قبل لعلهم ينقذون أصنام بوذا الوثنية , ثم هنا يُهاجم شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُتهم فأين الوفد وأين المنظمة ؟!
* الهجوم الوقح على أعظم جيل ظهر على الأرض وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نشروا دين الله في الأرض ونقلوا دين الله لفظاًً ومعناًً وعقيدة وشريعة للعالمين , وهذا الدور القذر قام به ولا يزال بضراوة وجرأة ( الرافضة ) , وقد مر الحديث عن ذلك عند ذكر عقائدهم ولكن الجديد هنا أنه انظم إلى الرافضة طوائف أخرى ربما لا يسبون بقبيح السب للصحابة الكرام , ولا يتعرضون لشخوصهم كأفراد ولكنهم تولوا هدم تراثهم العلمي وفهمهم الثاقب لدين الله ولكتاب الله وسنة رسول الله فقام هؤلاء بعملهم الدءوب لبتر الأمة عن منهج الصحابة وفهمهم للدين الحنيف , فنجد هؤلاء يعتبرون أن النص مقدس أما المعنى فلا وأن الصحابة لا يلزمنا فهمهم ولا منهجهم , وأننا يجب أن نضع فهماً يناسبنا ويناسب زماننا , بل إن الترابي وفي شهر رمضان لعام 1424 هـ في برنامج الشريعة والحياة في قناة الجزيرة يقول إن حركة الفتوحات الإسلامية التي شكلت تاريخ الأمة من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبر قرون تاريخ الأمة اعتبرها حركة سياسية قصدها إما توسيع الممالك أو مسلك سلكه الخلفاء لإبعاد الجيوش والقادة عنهم حتى لا ينقلبوا عليهم !!! وهذا تجريم لتاريخ الأمة كله.
* ثم من المسالك تدمير التراث العلمي للأمة , لما شنت أمريكا الحرب على العراق كان من أوائل ما دمر تدميراً نهائياً مركز المخطوطات العراقي الذي كان يظم أكثر من مئة ألف مخطوطة معظمها أصول , مما نتج عنه فقد الأمة لتراث علمي ورصيد هائل لا يمكن تعويضه ؟! .
* تتبع الرموز المؤثرة من الأئمة الكبار المجددين , خصوصاً شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله , والإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله , ووصمهما بالغلو والتطرف والتكفير لحجب الناس عن علومهم وتراثهم العلمي الجليل .
* ثم أخيراً تغيير مناهج التعليم بحذف جوانب عظيمة ومهمة من عقيدة الأمة وجهادها تحت مطالب التطوير والتسامح وعدم نفي الآخر والانفتاح ونحو ذلك.
الفصل الثالث
الجذور العقائدية لأطراف الشر الثلاثة:-
للرافضة سجل حافل لكنه خبيث أسود للعمالة الرخيصة لأعداء الله وأعداء رسوله وأمته من اليهود والنصارى , وكيف لا يكونون كذلك ودينهم ومبادئهم هي صنيعة اليهود لذلك تتوافق عقائدهم وأفكارهم كثيراً مع اليهود بل إن عقيدة الرافضة هي خليط غريب من عقائد يهودية ونصرانية ووثنية ومجوسية , لذلك كانوا ولا يزالون إلباً وحرباً على الأمة الإسلامية , فهي نبتة مجوسية حاقدة كارهة للإسلام غذيت وربيت بيد اليهودية , فكل عدو للإسلام من باب الرافضة دخل .
نظراً لأن الرافضة هم أساتذة النفاق ومعلموه , وخبراء المراوغة وكيف لا يكونون كذلك وتسعة أعشار دينهم التقية كما هو منصوص في كتبهم ومراجعهم فقد صموا الآذان بالصراخ ورفع العقائر بالشعارات الجوفاء المعادية للولايات المتحدة الأمريكية ( الموت لأمريكا ) , ( وأمريكا هي الشيطان الأكبر ) , ( مسيرة البراء من المشركين ) في موسم الحج ونحو ذلك .
ثم فتوى مرشد الجمهورية الإيرانية على خامئني سنة 1991 م بوجوب الجهاد ضد الأمريكان .
كل هذا لا يخفي الحقيقة حقيقة العمالة الرخيصة الدنيئة لأمريكا واليهود ليجتمع في هذه الملحمة الأخيرة التي بدأت بحربي أفغانستان والعراق , معتقدات الطوائف الثلاثة الجامعة للهدف المشترك بينهم ألا وهو إبادة ( العرب المسلمين أهل السنة ) وهدم مراجعهم ومصادر دينهم وتدميرها.
فمن المعلوم أن الإنجيليين الأمريكان ومنهم جميع رؤساء أمريكا منذ عقود يعتقدون بحتمية قيام حرب هرمجدون الممهدة لظهور الرب يسوع وهذه الحرب يباد فيها المسلمون إبادة شاملة (11) .
واليهود يعتقدون بقيام مملكة ملك اليهود المنتظر وتحويل ثروات العالم إليهم , ولابد من حصول إبادة للعرب والمسلمين لأنهم العقبة في سبيل ذلك, وحتى نعلم أن هذا المعتقد راسخ في عظام اليهود أنقل لكم تصريح وزير السياحة الإسرائيلي ( بني آلون ) في صحيفة هآرتس الإسرائيلية في الأول من أيار مايو 2003 م قال : ( من الواضح أن الإسلام في طريقه إلى الزوال فما نشاهده اليوم في العالم الإسلامي ليس انتفاضة إيمان قوية بل انطفاء جذوة الإسلام , أما كيف سيزول فبكل بساطة بقيام حرب مسيحية صليبية ضد الإسلام في غضون بضع سنوات ستكون الحدث الأهم في هذه الألفية , وطبعاً سنواجه مشكلة كبيرة حيث لا يبقى في الساحة سوى الديانتين الكبيرتين اليهودية والمسيحية غير أن ذلك ما زال متروكاً للمستقبل البعيد ) .
هذا تصريح واضح الأهداف والوسائل وكان هذا قبيل حرب العراق بقليل وبعد حرب أفغانستان, ومن العجب أن يصدر عن وزير السياحة الإسرائيلي فهل هذه أهداف السياحة في المستقبل القريب ؟!!
وكذلك الرافضة أفراخ اليهود ووارثي أحقادهم على الإسلام والمسلمين يعتقدون نفس العقيدة بعودة الإمام الغائب محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر فيقتلون العرب وأهل السنة وعموم المخالف لهم.
* يقول آية الله محمد باقر الصدر ( إن المهدي يبدأ بغزو العالم انطلاقاً من الكوفة وذلك بإرسال السرايا وبث الجيوش المتكاملة للقيام بهذه المهمة (12) فالعراق إذ هو البداية للأمريكان واليهود والرافضة فاجتمع هؤلاء الأشرار وبدئوا بتدمير العراق.
* جاء في بعض مراجعهم { ويح هذه المرجئة } (13) إلى من يلجئون غداً إذا قام قائمنا بذبحهم والذي نفسي بيده كما يذبح القصاب شاته (14) ( ما لمن خالفنا في دولتنا نصيب إن الله قد أحل لنا دمائهم عند قيام قائمنا ) (15) .
* يقولون بأن منتظرهم الغائب أو من ينوب مقامه يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قتلهم ) (16) .
* يصرحون فيقولون ( ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح ) (17) .
بل إن الرافضة متفقون في الاعتقاد مع إنجيليي أمريكا وتوراتيي إسرائيل بوجوب قيام حرب عالمية مدمرة شاملة يقتل فيها جميع المسلمين خصوصاً العرب وأهل السنة .
من نصوصهم ( لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس )(18) .
ويفسر آيتهم محمد باقر الصدر هذا فيقول ( أقول المراد بهذا الأمر: ظهور المهدي ) (19).
ويقول ( إن ظاهر رواياتهم أن كثرة القتل مختصة بالمسلمين ) (20) .
هكذا بلا تقية ولماذا التقية وقد أزف الأمر ودنت الثمار ؟!! .
ويعلن محمد باقر الصدر كما أعلن بي آلون وزير السياحة اليهودي وكما يعلنه الإنجيليون الأمريكان بقيام الحرب العالمية المدمرة لتسعة أعشار الناس وهم المسلمون والعرب وأهل السنة .
يقول محمد باقر الصدر
وهذا القتل الشامل للبشرية كلها.. يتعين حصوله بحرب عالمية شاملة قوية التأثير(21).
بل إنهم يوافقون اليهود في أن المملكة التي ستقوم بعد هذه الحرب الشاملة هي مملكة داود الكبرى اليهودية .
جاء في الكافي : ( إذا قام قائم آل محمد بحكم داود وسليمان ولا يُسأل بينة (22) فهل هو إسلام أم يهودية ؟!
وفي لفظ آخر : ( إذا قام قائم آل محمد حكم بين الناس بحكم داود ولا يحتاج إلى بينة (23) .
وهذا يعني نسخ الإسلام بعد قتل أهله والرجوع إلى دين اليهود.
فاتفقت إذن أطراف الشر الثلاثة الولايات المتحدة الأمريكية واليهود ورافضة إيران والعراق على إعلان الحرب وبدأت من العراق بنفس الأهداف والغايات فهل هذا مصادفات غريبة أم اتفاقات مريبة؟؟!! .
{ تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون } البقرة.
الفصل الرابع